الخميس، 24 ديسمبر 2009

من منا ليس بمجنون ؟؟ فليرفع يده عاليا

جنون أمــــــــام الملأ

لقد تمنيت أمرا في يوم من الأيام وأنا أحدق بالرصيف أسفل قدمي وقد تحقق في غمضة عين....!!!؟؟
تحقق منذ أن شاهدتك أول مرة ...فقد كان جنون من النظرة الأولى !!!؟؟
لا زلت أذكر ذلك المشهد جيدا وكأني أراه الآن بأم عيني ..كنت حينها تقف عند الميناء تنظر للسفن وهي تمخر العباب محدثة ذلك الصوت المزعج الذي لم أكن أحبه...فقد كنت أعشق النظر للأرض عند قدمي... أحببت الطرق والأرصفة فهي ملهمتي غالبا أما صوت السفن المزعج ذاك كان يشتت انتباهي وتفكيري العميق غالبا!!؟؟
رفعت رأسي يومها وقد تشتت تركيزي واضعة كفي على أذني هربا من ضوضاء السفن تلك ....عندها رأيتك واقفا وأنت ترتدي معطفك الأسود وقبعتك التي كانت تخفي نصف ملامح وجهك لم أعلم بما شعرت حينها فقد اجتاحتني عاصفة من العواطف الغريبة...!!؟
لم أحب يوما منظر المحيط المتلألئ ...ولكني !!
ولسبب لا أعرفه وقعت في غرام دموعك المتلألئة...والتي كانت تجري في سكون من تحت قبعتك الغريبة تلك !!؟؟
كنت أنت وحدك أول رجل أراه يبكي أمام الملأ.. فمنظرك لم يشدني أنا لوحدي ...بل شد أغلب المارة !!؟؟
فقد كنت مثيرا للجدل دون أن تنطق بكلمة واحدة !!
أصررت أن أعرف سبب بكائك حينها...فليس الرجال الذين يبكون أمام الملأ بكثر !!؟.
من هذا القاسي الذي جعل شخصا حساسا مثلك أن يذرف الدموع أمام الملأ.
كنت واقفة هناك متناسية ضوضاء الميناء ...فقد كانت المرة الأولى التي أستطيع أن أفكر بها بصفاء تام وأنا أتأمل شيئا غير ما نطأ قدمي !!.
كنت أنت ملهمي في تلك اللحظة وليست الأرصفة ولا الطرق !!
بقيت أحدق فيك حتى غربت الشمس...حتى أني نسيت سبب قدومي إلى الميناء أصلا !!؟
جلست على الرصيف ووضعت حقيبتي إلى جانبي أنظر إليك من بعيد منتظرة أن ترحل لأرحل وأنساك !!
و بعد عدة ساعات من تعذيبي قررت أن ترحل لتتركني أنزف بدم حبك !!
لم تنظر إلي حتى...كنت أراك تبتعد شيئا فشيئا !!
نهضت بتثاقل من على الرصيف وحملت حقيبتي واحتضنت يداي العاريتين فقد بدأت سماء الشتاء با الإثلاج !!
وأصبح الميناء شبه خال ولا سفن ستغادر الليلة !!
ثم شعرت بمعطفك وقد غطى ظهري المنهك من الجلوس على الرصيف مطولا !!
حينها فقط أشعلت شمعة الأمل في قوقعتي المظلمة !!
نظرت إليك وكأني أعرفك منذ زمن بعيد ولكن عيناك كانتا مكسورتين ناظرتين للأرض بعمق.. لم أنطق بكلمة... فيبدو أنك من محبي النظر إلى موطئ القدم مثلي ولا تريد أن يشتت أحد ما ذهنك !! إحترمت طبعك وتفهمت الأمر لذا لم أنطق بكلمة!!
بقينا ننظر للأرض مطولا متناسين البرد القارص حولنا...كنت تفكر بأمر ما يشغل بالك ولابد أن يكون مصدر دفئك في جو بارد كهذا !!
وكنت أفكر أنا أيضا!!؟؟ فقد كنت شاغل بالي لساعات !!؟
وربما لأسابيع وأعوام!!
بدأنا بالبكاء نحن الاثنين دون توقف...كانت دموعي لا تكاد تصل إلى أسفل ذقني حتى تتجمد من شدة البرد !!
ولكن دموعك كانت أغزر من دموعي !!؟
بدأت بلفظ الكلمات الأولى وكأنك قد تعلمت النطق للتو !!
أنا
أنا ,,,,أنا
أنا .....آسف
ثم تابعت حديثك قائلا ...
أرجوك لا تغادري !!؟
لقد....
اكتشفت !!! أني مغرم بك ؟؟
أنا أحبك !!
أعدك لن أجرحك مجددا ...ولكن عودي !!.
بقيت ناظرة للأرض التي أصبحت بيضاء بفعل الثلوج ...ثم جلست !!
كيف يمكنني أن أمضي قدما وأنا أحب الرجل عينه في كل مرة أقرر فيها تركه والهروب إلى آخر!!
لما لا أتركه الآن عندما أعترف بحبه لي كما فعل عندما أخبرته أني أحبه !!؟
لا ...لا ....لن أفعل وإلا لما تمنيت أن أراه مجددا لأحبه مرة أخرى ...ولكن دون أن أعترف بحبي له هذه المرة !!
هاهو ذا أصبح أمامي وقد قررت في وقت سابق أن لا أهرب من مصيري !!
كان ملهمي بهذه الفكرة عندما رأيته ينتظرني ساعات حتى آتي للميناء وقد ذرف الدموع دون أن يأبه بالملأ ...
فقد كان يأبه لي أنا ...أنا ....أنا فقط ...يأبه لي
تلك أطباع من أحببت ...!!!؟
فكرت لوهلة ثم وقفت وقلت له بصوت مرتجف !!
دعنا نعود للبيت فالطقس أصبح باردا !!
وعندما هممت بالرحيل أمسك بيدي ثم أردف قائلا :
هل ستتركينني كما تركتك !!
وأتبعت أنا بعد صمت حائر.. لا أعتقد بأني أستطيع ذلك !!
ثم مضينا !!
وكان ذلك اليوم يوما مميزا للغاية ...
فقد جمع الأضداد !!
هروب ومواجهة
رحيل وعودة
صمت واعتراف
نسيان وتذكر
نهار ومساء
ولكن لم يكن للحب أي مضاد *** فقد كان الحب حبا!!؟؟

أشكرك لأنك ذرفت الدموع لأجلي أمام الملأ ...!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق