السبت، 26 ديسمبر 2009

يقال أن الجنون فنون !!! إنه كذلك بالفعل

آخر لفــــــــــافات صبري

لم تعد مصابيح المنازل المضاءة في عتمة الليل تثير فضولي بعد اللحظة,,, لحظة فارقت يدي الباردتين دفء يديك ,,, لم تكن تلك خطتي للهرب من ضعف حيلتي,,,تجاهلت مشاعري كيلا أناقض ما قررت قيمي ,,,فالرجال الذين عرفتهم يوما لم يتعدوا عتبة أحلامي ,,,لم أحب ولن أحب حتى يقرر من حولي أن أحب ما ملكت,,,هذا ما دربت مشاعري عليه فأصبحت قيما أسير عليها دون اعتراض ,,,فدعني أكمل ما بدأت ولا تنتشلني من بحيرتي الغارقة ,,,بدأ الأمر في أحلامي أسهل بكثير ,,, أحب رجلا فيتركني ثم أعود لعالمي الوردي مجددا لأحب رجلا آخر يصبح والدا لأطفالي ,,, الغرام في أحلامي كلمة واحدة وهي أحبك ,,, لا مشاعر لا أحاسيس ولا أوجاع قلب ولا جروح ولا آلام ولا أشواق ولا رغبة,,,أنه لاشي سوى كلمة مجردة من كل ما سبق,,,إنها الحب ,,,انطفأت تلك المصابيح في منازل ليالي أحلامي ,,,غادرها الساكنين ,,, توقفت عن النظر إليها فتوقفت هي أيضا عن إضاءة أحلامي ,,, كما لو أنها تلومني على فراقنا,,, أصبحت أشباحا تعنفني بقسوة في الكوابيس التي تؤرق منامي ,,,ليس بيد فتاة مثلي حيلة ,,, القيم والعادات والأصول كلها حواجز تمنعني أن أكمل ما بدأت ,,,ليتك لم تكن ملتزما تجاهي ,,, احترمت قيمي حاملا جمال ملامحي في أحضانك كيلا يراني أحد غيرك واضعا في يدك مظلة الجراح الأليمة التي سببتها لك ليغسلها مطر الذكريات الجميلة التي عشناها معا في عاصفة غرامي ,,,فالاحترام الوقور والغيرة اللذيذة والصبر القوي والأمانة الواثقة والتحمل الجميل كانت كلمات ترسم وسامة ملامحك وجمال جسدك ورائحة عطرك ودفء مشاعرك ,,, أحببتك وأحبك وسأحبك الآن واليوم وغدا وكل يوم وكل لحظة وكل ثانية وكل جزء من الثانية ,,, انتظرني في عالم آخر أجمل بكثير من الذي أعيش وأكثر بساطة من الدنيا التي نسير فيها وأدفأ بكثير من برود المشاعر الذي يغطي شيئا فشيئا دنيا الغرام هذه,,,كنت ملتزما دون فضول وسأحاول إن أكون ملتزمة متجاهلة ذلك الفضول الذي سيقتلني بعد فراقك ,,,ماذا إن أصبحت ملكي ,,,ماذا إن لونت جدراننا بالبرتقالي ,,,ماذا إن انتقيت الأحمر كستائر سميكة لنوافذنا ,,,ماذا إن جالس قميص نومي الأبيض بدلاتك السوداء في خزانتنا ,,,ماذا إن كانت وسادتنا حمراء,,,ماذا وماذا وماذا ,,,لا نفع منك أيتها الأحلام ,,, غادري كوابيسي التي تحاولين جاهدة طردها ,,,دعي الأشباح تعاقب ضعفي ,,,دعيها تذكرني به ,,,دعيها فهي القاضي في محكمة خداعي ,,,أنا السجينة وهو المدعي ,,,دعيها تحكم علي بالإعدام ,,,دعيها تأخذني إلى عالم آخر,,,دعيها تخطف ما تبقى من شموع لي في هذه الدنيا ,,, دعيها تجبرني على الرحيل ,,, دعيها تحرق آخر لفافات صبري ,,, دعيها تدمر حدائق قيمي ,,, دعيها تقتل آلامي وجروحي وأشواقي ,,, دعيها دعيها,,, دعيها تفعل ما يحلو لها ,,,دعيها تكون الجلاد وأنا المتهم دعيها,,, دعيها تخوض معارك البقاء التي تسكن شرايين دمي الدقيقة وأوردة قلبي البعيدة ورغبة جسدي الحارقة بحصان طروادة ,,,دعيها تدخل إلى جسدي فتنشر جيوشها في كل الأماكن التي لا زالت غير متأثرة بجراحي ليغتالوا الجيوش فيها ,,,دعيها تغتال غرور عقلي الذي يتحكم بي ,,,دعيها تحطم الالتزامات والقيم التي يأبى أن يلقي بها جانبا كمجاملة لمشاعري ,,,دعيها,,, أجل دعيها ,,, دعيها فهي ستكون منقذي من دوامة الجراح هذه ,,,دعيها تحرق آخر لفافات صبري فلا نفع لدخانها بعد اليوم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق